كتب _ محمود محمد:
عرف العرب بحبهم للخيل والإعتناء بها مثل أبنائهم، وأصدقائهم، واطلقوا عليها أجمل وأبهى الأسماء، كما أنّهم كتبوا العيديد من أبيات الشعر فى مدحها، كما كانوا يهنئون بعضهم بولادة خيل جديد أوقدوم مولود.
وباعتباره من أبناء العرب، اقتنى النبي صلى الله عليه وسلم، عدداً من الخيول العربية الأصيلة لحبه لها، حيث حملت عدة أسماء، كما ورد في الحديث الصحيح: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يلوي ناصيةَ فرسٍ بإصبعِه، وهو يقول: (الخيلُ معقودٌ بنواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ: الأجرُ والغنيمةُ) “صحيح مسلم”.
واختلف الرواة حول عدد الخيول التي اقتناها النبى، إلا أنّه من المؤكد منها ما سُمِيَ بالأسماء الآتية:
السَّكب: يعني باللغة العربية سريع الجري.
المرتجز: سُمي بهذا الاسم بسبب جهارة وعلو صوته.
لِزَازُ: يعود سبب تسميته إلى شدته.
اللحيف: كان طويل الذنب ويغطي الأرض.
سَبْحَةَ: كان يمد اليدين أثناء الجري.
الظَّرَبُ: أي الجبل الصغير، وسُمي بهذا الاسم تشبيهاً بالجبل بسبب قوته.
عن خيول الرسول علية الصلاة والسلام
إنّ أول خيل اقتناه الرسول، هو ما سُمِيَ بالسَّكب، فعن ابن سعد أنّ النبي اشتراه بمبلغ عشر أوراق وكان اسمه الضرس، فأطلق عليه صلى الله عليه وسلم اسم “السَّكب”، لأنّه كان خفيف الجري كفيض الماء وجريانه، ووردَ أنّ السَّكب هو أول خيل استخدمه النبي في غزواته، كما جاء في كتاب صحيح البخاري: أنّ النبي أُهدِيَ إليه خيل يُدعى اللحيف من شخص اسمه ربيعه بن أبي البراء، وورد في موضع آخر أنّ اللحيف هدية من عروة من عمرو إلى رسول الله.
وكان من بين الخيول التي اقتناها الرسول “سَبْحَة”، وهي فرس جميلة اشتراها من رجل مقابل عشرة من الإبل، وأعطاها بعد فترة من شرائها إلى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة فاستشهد عليها وهو يحارب المشركين، أما عن “الظَّرَبُ” فهو هدية، كما أهدى إليه المقوقس حاكم الإسكندرية ماريا القبطية خيل اسمه “لِزاز”، كما أنّه اشترى “المرتجز”.
وتبين تلك السطور، أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام اشترى بعض خيوله، وبعضها الآخر أُهديت له من عدة رجال عاشوا في زمنه -صلى الله عليه وسلم-، ليمكن القول بأن عدد خيول الرسول المتفق عليها ستة خيول.
ومن بين خيول الرسول الكريم المختَلف عليها أنه ورد في النصوص: أنّ عدد خيول النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ستة، فعن ابن خالويه قال: (كان للرسول من الخيل: سبحة واللحيف ولِزاز والظَّرَبُ والسَّكب، وذو اللَّمة، والسرَحان والمرتَجَل والأدهم والمرتَجَز)، بينما ذكر في مكان آخر الأسماء الآتية: “ملاوح والوَرْد واليَعسوب”، ليتبين أن الخيول المختلف عليها:
ذو اللَّمة: هو شعر الرأس يُغطي شحمة الأذن ويتجاوزها
السرّحان: أي الذئب
المرتَجَل: أي الذي يشعل النار بزنده
الأدهم: أي الأسود
اليَعسوب: ذكر النحل وقائد الخلية