كتب: سعيد شرباش
نصل مع الأمير محمد علي توفيق إلى موضوع قص شعر الحصان، في مخطوطته الثرية “رسالة في خدمة الخيل والعناية بها”، وهو ما سماه البعض بالبديل السيئ للطمار الجيد.
يقول الأمير محمد علي توفيق: القص عملية شائعة للخيول، وخصوصًا لخيول الصيد، والغرض منها جعل طول الشعر في الشتاء كما هو في الصيف.
ولذلك يبدأ بها في أوائل الشتاء أو بعد ذلك، وأهم ما يجب أن يعنى به حينئذٍ اتخاذ الحيطة اللازمة من إصابة الحيوان بالبرد؛ ولهذا تجب تغطيته في الإسطبل وفي أثناء التسيير. وبعد الحضور من العمل يجب مضاعفة هذه الحيطة إذا حضر من العمل مبللاً كالمطر أو العرق، كما أنه يجب الامتناع عن القص إذا كانت حالة الحيوان الصحية رديئة ولا ينبغي إعطاؤه مسهلاً قبل عملية القص أو بعدها مباشرة.
قص شعر الحصان
فوائد القص:
وحول فوائد القص للحصان يقول المؤلف: الخيول المقصوصة تبدو أمام أعين البعض مستملحة نشيطة. والاعتقاد الشائع أن القص يوفر وقت السائس، ويمكنه من الوصول بالطمار إلى مسام الجلد مباشرة، فيصبح براقًا.
ويظن البعض أن الطمار على هذه الحالة ينشط الأعضاء الداخلية كالرئتين والمعدة والأمعاء والكبد، ويمنع تصبب العرق في أثناء العمل؛ وبالتالي يمنع النزلات الصدرية الناشئة من برودة العرق تحت طبقة الشعر الكثيفة.
مَضارِّ القص:
وعن مَضارِّ القص يقول الأمير محمد علي توفيق: يستملح البعض منظر الخيول المقصوصة كما يكرهها البعض الآخر، فالخيول تفقد لونها الأصلي ما دامت مقصوصة؛ إذ الأسود يفقد سواده الحالك، ويكتسب سوادًا أغبر، ويضيع لمعان شعره، ويتعرض الحيوان نفسه للنزلات.
مقولة خاطئة
أما القول بأن القص يورث العمى، ويقصر الحياة، فهو ضرب من السخرية. وفي اعتقادي أن نفقات القص والعناية التي تتطلبها ظروف الحال بعد القص هي أوجه الأسباب لتنفير البعض من القص.
ولا يتسنى تحسين حالة جلد الحصان بسرعة؛ فذلك يقتضي زمنًا طويلاً، فحصان نشأ في بلاد باردة، وتعرض لتقلبات الجو، لا يصبح في حالة الكمال إلا بعد سنة، وذلك بواسطة إيوائه في إسطبل به وسائل الدفء والراحة، وتغذيته بغذاء مناسب حسب الاحتياج.
تحسين حالة جلد الحصان
فالدفء والغذاء والعناية من الأهمية بمكان في تحسين حالة الحصان. وهناك أشياء خلاف هذه العوامل تؤثر في حالة الجلد، منها إطعام الحصان بمغلي الشعير ومغلي بذر الكتان ومغلي القرنبيط والجزر النَّيْءِ.
وليس من الضروري إعطاء أحدهما أو اثنين منهما ثلاث مرات في الأسبوع، فيُعطَى مثلاً قليلاً من الجزر النَّيْءِ أثناء النهار، وفي المساء مغلي بذر الكتان.
ومن هذه الأشياء أيضًا الأدوية إن استُعمِلَت بحكمة، فعندما يكون الجلد على حالة جفاف، أو هناك ما يدل على وجود ديدان بالأمعاء، يُعطَى الحيوان مُسهِّلاً. فإذا لم يجد ذلك رغم كل ما أسلفناه، فدواء تحضيره كالآتي من أحسن الأدوية فائدة.
خذ من:
الأنتيموني الأسود 8 أوقيات.
زهر الكبريت 4 أوقيات.
مسحوق ملح البارود 4 أوقيات.
امزج الجميع جيدًا، وقسم المزج إلى 16 جرعة. جرعة كل مساء على العليقة.
ويُستحسَن عدم إعطاء هذا الدواء إذا كان الجو متقلبًا باردًا وكان الحصان عرضة له مدة طويلة بسبب عمله؛ لأن ذلك الدواء يجعله حساسًا جدًّا وأكثر شعورًا بالبرد.
مخاطر الإهمال في الطمار
ولا نجد مانعًا من لفت نظر القارئ الكريم إلى أن السائس الجاهل أو النَّؤُوم المهمل يسيء استعمال هذه المعلومات لدرجة خطيرة، فتجد أنه يهمل في الطمار مع أنه عامل مفيد في تحسين جلد الحيوان، ويستعيض عنه بتدفئة الإسطبل وتدثير الحيوان بكثير من الأغطية حتى تزهق روح الحيوان وتصيبه الحمى، كما أنه يُفرِط في استعمال الأدوية إفراطًا، لدرجة يصبح معها جهاز الحصان غاية في الضعف وسرعة التأثر.
ومما تجب ملاحظته ألا يسرف الإنسان في توفير أسباب النعيم للحصان؛ فربما اضطرته الظروف الاستثنائية لعمل شاق وغذاء غير صالح وإسطبل بارد، فيصبح الفرق بين الحالتين شاسعًا يضر به، بل قد يقضي عليه.
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها (1)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. أهمية وفوائد غسل الحصان (2)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. زينة الحصان (3)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. رعاية أذن ورأس وقوائم الحصان (4)