اجري الحوار بالرياض : سعيد شرباش
أكد اللوء دكتور محمد عبدالرحمن العبيد مالك مربط “اللوى” فى مدينة الرياض ، وصاحب رحله وتجربة ثرية في مجال تربية الحصان أمتدت لنحو 28 عام، وأحد أهم الشخصيات اهتماما بتاريخ وتربية الحصان المصري بالمملكة العربية السعودية، أن رسالته تجاه الخيول المصرية إقناع المربين بالحصان المصرى، لافتا إلى تنظيم عروض وتقديم جوائز لذلك الغرض، قائلا: “بالفعل اقتنع العديد من المربين وتحولوا إلي تربية الحصان المصري”.
وقدم العبيد فى حواره لـموقع “الخيل “، النصح للمربين الجدد، قائلا: “إن تربية الخيل مكلفة ولابد من وضع ميزانية خاصة لها”، موضحا أن اهتمامه بالخيل ينصب على الأجسام القوية والتراكيب والأرجل ثم الرأس، مؤكدا أن الملامح الحقيقية للحصان هي الحركة والقوة، وإلى نص الحوار.
كيف بدأت قصتك مع الخيل؟
بدأت رحلتى مع الخيول المصرية، قبل سفرى إلى بريطانيا للدرسة وكان هدفى وبكل وضوح امتلاك حصان عربي أصيل مثل الفرسان القدماء، وأن أتعلم الفروسية، وبالفعل تعملت ركوب الخيل ما جعلني احتاك بالحصان بصفة مستمرة وأتعرف على أشكاله وكذلك المربين في بريطانيا.
وأشتريت مجموعة من الخيول في بريطانيا، كما جمعتنى الصدفة بالشيخ عبد العزيز بن خالد فى العام 1992 خلال بطولة “مارفون” وهو المكان المخصص لعرض الخيل العربي في باريس، وتعلمت من بن خالد أمور كثيرة عن الخيل العربي، وتقابلت بعدها مع المربية الأمريكية الشهيرة السيدة جودي فوربس وسألتني عن الخيول التي أقوم بتربيتها، فأجبت أربي “ثوروبريد”.
فنصحتني بتربية الخيل العربية الأصيلة النقية، وقرأة كتاب “ذا كلاسيك أرابين”، لأدخل بعدها عالم الخيل المصرية، وبعدها اشتريت فرسة بنت “أ . ك سناري” وحصان ، ترجع أصوله إلي إسطبلات الشيخ عبيد التي أنشأتها الليدي أنت بلانت في مصر، ولاتزال مجموعة تربي الخيول التي تعود أصولها إلي إسطبلات الشيخ عبيد فى أمريكا، كما ظلت خيلي لمدة 4 سنوات موجودة في بريطانيا، بما فيها “الخيل المكس”، ونقلتها فيما بعد إلي السعودية، ثم اشتريت “عساف الشقب”، الذي حصل علي بطولة المملكة عام 1999، وأقتنيت أيضا “وادية” بنت سفير وعزيمة، التي ترجع إلي خيول محطة الزهراء، والتى لايزال إنتاجها فى مربطى حتي الأن.
كيف تصف “مرحلة التسعينيات” فى تربية الخيول؟
هذه المرحلة كان بها قادة عظماء للحصان المصري، لديهم ثراء وينفقون علي الهواية التي يحبونها ولا ينتظرون عائد منها، وفي أمريكا علي سبيل المثال كان هناك مجموعة مربين أثرياء لهم تأثير ولديهم ثقافة حب واقتناء للخيل والاهتمام بتطورها، ولذلك ذهب كل مربي الخليج إلي أمريكا في فترة التسعينات وحتي أول الألفينات، وأشتروا خيوليهم من هناك، وعندما انتهت هذه المرابط ذهب الضوء عن الحصان المصري.
والخيل المصرية لا تتعدي نسبة الـ5 % والمربى الجديد في المجال يريد شراء خيل مكتملة وجميلة، وأهل الخيل المصرية لا يبيعون خيولهم، وخلال هذه المرحلة سافرت إلي أمريكا لحضور “الإيجبيشن إيفنت” وكانت هذه المرحلة تتسم بالرقي، وجمعت خلالها العديد من الكتب.
وأتذكر أن صديق طلب مني شراء فرسة مصرية له، فتوصلت مع أحد المربين وعرضت علية مبلغ 2 مليون دولار في فرسة فرفض بيعها، فأهل الخيل المصرية لا يبعون خيولهم بسهولة، والمربي الجديد عندما يقرر شراء الخيل المميزة ويجد أصحابها لا يبعونها يذهب إلي شراء الخيل “البولش” كونها متاحة ومتوفر منها خيول كثيرة وجميلة، مع العلم أن الخيل المكس في بولندا وبريطانيا وروسيا كان لها دور في التسعينات، فـ”الشكلان وابن شاكر المصري” هما من طورا الخيل البولش.
وظهرت الأشكال المميزة التي أطلق عليها “الجولدن كروس” وجاء غزال الشقب وغير الجينات، حتي البطل بدرون سيكي تجده يرجع إلي نظير في أكثر من خط.
ماذا عن الحصان المصري في السعودية؟
المملكة هي أصل الخيل، والخيل المصرية تعود إلي المملكة منذ ما يقرب من 180 عام بثوبها الجديد ، فالمملكة هي البلد الأخير الذي تم توحيدة علي صهوة الجواد ورحم الله جلالة الملك عبدالعزيز وأبنائه ورجالهم، والحصان المصرى موجود بالمملكة، كما أن من يحب الحصان المصرى لا يجد مواقع تتحدث عنه أو ثقافة منشورة له.
ما تقييمك للجوائز المقدمة فى سباقات الخيل العربية؟
بالنظر إلي سباقات الخيول “ثروبرايد” نجد قيمة جوائزها 40 مليون ريال، في حين أن مسابقات جمال الخيل العربي لا تتعدي جوائزها مليون أو مليونين ريال، كما نجد أن الكثيرين لديهم قناعه بأن الحصان “الواهو”، هو حصان عربي، وناقشت الكثيرين منهم، وشرحت لهم أن “الواهو” عبارة عن بطاقة الهواية السعودية التى يحصل عليها القبيلي وغيره.
ماذا عن اقتناء المربين حاليا للخيول المصرية؟
أن عدم انتشار الحصان المصري وقلة أعداده أثرت علي أقتناء الناس له، وجعلتهم يتجهون اتجاهات أخرى، وهناك أمر آخر يؤثر في عملية اقتناء الخيول المصرية وهو عدم تنظيم بطولات خاصة بالحصان المصري بينما عند النظر إلي الحصان المصري في الكويت وأمريكا وأوروبا، فينظم له بطولات خاصة، وفى مصر كل البطولات تنظم للحصان المصري، أما بالسعودية فلا تنظم إلا بطولة واحدة للخيول المصرية، والتى أقيمت للمرة الأولي فى العام الماضي وبذل بها جهد رائع.
ونحن نؤمن أن المملكة هي أصل الحصان المصري، وفقا لما أوضحت مخطوطة عباس باشا وما هو ثابت ومؤرخ في العديد من الكتب، فالخيل تقاس بالنسبة والتناسب فعلى سبيل المثال فإن خيلي حققت مراكز علي الخيول المكس، لكن حال نظرنا إلي نسبة البولش ونسبة المصري نجد أن نسبة الـ95 % من الخيول بولش وهذا ما يجعل الخيل البولش ظاهرة، وهل يعقل أن تسمع صوت المنافسة عندما ينافس عدد 2000 حصان بولش 5 خيول مصرية.. بالتأكيد لا، ومع ذلك فالحصان المصري حصد العديد من الجوائز وتفوق أيضا علي أبطال البولش.
وفاز الحصان المصري أمبريال بارز وتفوق علي مروان الشقب في بطولة الخالدية بالسعودية، كما أن الحصان أنساتا بن سودان حصل علي بطولة أمريكا، والفرسة “سيرينتي سنبله” حصدت “الصبرين شامبين” في أمريكا، وعلي الرغم من كثرة الخيل لكن الحصان المصري لايزال يثبت وجوده، كما أن عدم اهتمام مربي الخيل المصريين بالمشاركات في البطولات وتفضيلهم الاكتفاء بالنظر إلي خيولهم في مزراعهم يعد سببا آخر لذلك.
ما هو طموحك لخيول “اللوى” فى المستقبل؟
لا يمكنى تحديد رؤية كاملة وواضحة للإجابة على سؤل كيف تريد خيلك ؟ لأن هناك عدة عناصر مثل الوقت والمال والمصالح الأخري، فقد يكون لديك الكثير من المال لكن ليس لديك الوقت الكافي لمتابعتها، وأنا أحب الأهتمام بالأجسام القوية والتراكيب والأرجل ثم الرأس فالملامح الحقيقية للحصان هي الحركة والقوة.
ما مدى رضاك عن برنامجك الخاص بالتربية؟
في قناعتي الشخصية أن الفرسات التي اخترتها لبرنامج التربية كنت موفق في اختيارها، فليس هناك صورة ثابته للحصان العربي، حتي “كارل رصوان” أعطي صفات مختلفة للصقلاويات والحمدانيات والهدب، كما أن القبائل العربية كان لكل قبيلة منها نظرة مختلفة للحصان، فشمر نظرتها تختلف عن عنزة، والأرسان أيضا كانت منتشرة بشكل مختلف عند القبائل عن الوقت الحالى.
وعندما كتب كارل رصوان عن الأرسان كان يميزها لكن الأن أختلف الأمر، فلا نجد من يستطيع أن يميز الرسن الصقلاوي عن الرسن الهدبان، فالدهمة الشهوانية أصبح كله صقلاويات، والعرب ينسبون الرسن للأم علي الرغم من أنهم في الخارج كان ينسبون الرسن للأب.
ما هى الأفحل التى تفضل استخدامها فى برنامجك؟
أحب استخدم “أشهل الريان” و”سنان الريان” و”حجازي”، الذى أري أنه حصان مكتمل يتمتع بالعيون الواسعة والجسم القوي المتوازان، بينما رأيت حصان أسمه محمد سادن أبوه علي ما أعتقد الهلالي تمنيت أن أنتج منه.
متي نقلت خيلك من بريطانيا إلي المملكة؟
نقلت خيولي للمملكة عام 1995، وبدأت فى تربية الخيل المصري فى العام 1993، فرحتلي تتعدي الـ23 عام في مجال تربية الخيول.
رسالة مربط اللوي
مربط اللوي لديه رسالة تجاه الخيول المصرية، مفادها إقناع المربين بالحصان المصري، وبالفعل أقتنع العديد منهم وتحولوا إلي تربية الحصان المصري، وفي إحد الفترات ولمدة 4 سنوات نظمت عروض وقدمت جوائز بهدف نشر رسالتى.
هل قرأت كتب الخيل وماذا تفضل منها؟
أول الكتب التي قرأتها “عرب هورس”، الذى يتحدث عن الحصان العربي الأصيل، ثم كتاب “ذا كلاسيك أرابين” و”أوسنتك أرابين” بجزئية الأول والثاني، وكتاب نادي الأصيل الذى يحمل مقتطفات جميلة عن الخيل، و”كارل رصوان”، و”هانس ناجل حنان ” ، بالإضافة إلى “رحلة لبلاد العرب” للدكتور أحمد مبروك الذي تحدث عن رحلتة للسعودية.
بماذا تنصح المربين الجدد؟
أنصح المربين الجدد باقتطاع ميزانية خاصة للخيل فالتربية مكلفة وتحتاج إلي الشخص الثري الذي يقتطع لها ميزانية خاصة
خاص موقع الخيل