عرفت الدولة الأوربية تربية الخيول العربية الأصيلة منذ قرون، حيث اهتم ملوك وأمراء أوربا بها ودشنوا عدد من المرابط، التى نالت شهرة واسعة فى الاعتناء بالسلالات العربية الأصيلة والحفاظ على تناسلها.
ويعد مربط “نيزنا” الخاص بالملك سيجسموند الثاني الذي حكم المجر من عام “1472 – 1548م”، أول مربط للخيول العربية في أوروبا، حيث كان هذا المربط يعتني بالخيول العربية الأصيلة ويحافظ على تناسلها، وعدم اختلاط دمائها بدم آخر أجنبي، ليعرفه المتخصصون فى تاريخ الخيول بأنه بحق أقدم المرابط الأوروبية التي اختصت بالخيول العربية بشكل كامل كسلالة صافية.
وفي العام 1817، انطلق الأمير فالاف رتسفسكي برحلته الشهيرة إلى سوريا حيث أشترى ثمانية فحول وأثنتي عشرة فرسًا، ثم عاد إلى سوريا مرة أخرى فى العام 1819، ليشترى 81 فحلا و22 فرسا، حيث أنشأ مربطه المشهور في سوران، كما ذهبت بعثته إلى القائد سنجيوسيكو عام 1803 فى الشام والجزيرة العربية بواسطة مدير مربطه “بورسكي”، فحصلت على خمسة فحول وفرس واحدة، واستكمل ابنه وحفيده الاهتمام بالخيل العربية وأصبح مربطهم “سلافوتا” من أشهر المرابط في أوروبا حيث كانت خيولهم من أوائل الفائزين في عدة مسابقات.
وفي العام 1817، أسس السكندر الأول، مربط “جانو”، وأستقدم الكثير من الخيول العربية الأصيلة كما اهتم بالسلالات الأخرى وهي “الثور”، و”بريد”: “الإنجليزي والعربي الخلوط والأنجلوا أراب”، بالإضافة إلى العربي الأصيل.
وكان وصول أول الخيول العربية لهذا المربط من خلال الأمير رزيوسكي “أسد الصحراء”، عام 1822، والتى يأتى من أهمها الفحل: “كحيلان بغدادي وطويسان”، وبعد الحرب العالمية الأولى أهمل هذا المربط بما فيه من الخيول العربية، كما سرقت بعض الخيول بواسطة الغزاه الروس.
وبعد قيام الدولة البولونية عام 1918، بدأ الاهتمام مرة أخرى بالخيول العربية الأصيلة، حيث تم الحصول على خمس أفراس باقية في مربط سلاوفوتا، ومن بعض المناطق المجاورة، وتطور المربط حتى وصل عدد الخيول العربية الأصيلة فيه عام 1939 إلى 237 رأس خيل.
ومع بدء الحرب في بولونيا، ونهب الروس معظم هذه الخيول، ونقلها إلى روسيا وبعد دخول الألمان إلى بولونيا، بدأ الاهتمام مرة أخرى بالخيول وتم جمع بعضها من المزارعين في القرى المجاورة.
لكن في عام 1945، تدخلت القوات الروسية، حيث نقل الألمان بعض هذه الخيل إلى ألمانيا وتعرضت معضمها إلى إصابات أثناء النقل والغارات الجوية والبرد القارس، ليتم إعادة الخيول الباقية مرة أخرى في عام 1946، إلى مربط “جانوا” في بولونيا وتعود سلالة الخيول العربية الأصيلة إلى أمجادها السابقة في هذا البلد المحب للخيول العربية الأصيلة.
يشار إلى أن خبراء الخيول في بولونيا أنتجوا بعض الخيول الممتازة، والتى من بينها الحصان البولوني من أصل “كحيلان”، والذى يعرف بالقوة وشدة التحمل، لكنه ليس بجمال نظيره الحصان البولوني من الأصل الصقلاوي، لذلك تم خلط فحل من سلالة الصقلاوي مع أفراس من سلالة الكحيلان.
أما الحصان البولوني من أصل صقلاوي فيعد في قمة الجمال وغالبًا ما يأخذ اللون الأزرق والأشهب ويصدر معظم إنتاج هذا الرسن أوالسلالة إلى أوروبا وأمريكا.
بينما سلالة “المعنكي” في بولونيا فليست بالقوية بالمقارنة مع السلالتين السابقتين وغالبًا ما تأخذ اللون الأشقر ويدعى بالحصان العربي البولوني “كونيك” أما “المالوبولسكا”، فهي التسمية البولونية لحصان “الأنجلو أراب البولوني”.
خاص موقع الخيل