كتب: رمضان عبد الرحمن لاوند
قال الأديب والمفكر الراحل رمضان عبد الرحمن لاوند في مقدمة كتابه “الفروسية والخيل العراب“: قد يتساءل القارئ عن الدافع الذى دفعنا إلى تقديم هذه الدراسة بعنوان “الفروسية والخيل العراب“. والجواب عن هذا التساؤل يكمن فى معنى الفروسية ومتعلقاتها المادي؛ فالفروسية مشتقة من الفرس، والفرس كما هو فى التاريخ لعب دورًا بالغ الخطورة تحققت به قفزة نوعية فى الأخلاق، وفى العلاقات الاجتماعية والسياسية والعسكرية، ويكاد يبلغ من أهمية هذا الدور فى التاريخ أنه لا يقل فى نتائجه عن أهمية الدور الذى تقوم به القنبلة الذرية فى العصر الحديث.
وكما أن القنبلة الذرية أحدثت تغيرات أساسية فى التوازنات الدولية، ومنحت مالكيها قدرة فائقة على الهيمنة وصنع السلام على الصورة التى يختارونها لأنفسهم، فإن ظهور الفرس أحدث مثل هذه التغيرات فى عالم العلاقات الاجتماعية والدولية. لقد أصبح الفارس الذى يحسن ركوب الخيل، ويجيد المناورة على ظهورها، يشكل تحديًا لأعدائه من المقاتلين المشاة؛ بفضل ما يتميز به حصانه من سرعة فى الحركة ومرونة فى المناورة وقوة فى الصدام؛ مما يحدث الروع فى قلوب الأعداء. كما أصبح هذا الفارس مع أقرانه منتمين إلى طبقة من الناس تتمتع بالاحترام والهيبة داخل المجتمع الذى نشأت فيه.
وبذلك لم يعد فى وسع الفارس أن يستغنى عن فرسه، بل أصبح الفرس منه كما تكون أقدس المقدسات من الإنسان. فبالفرس يتمتع بالقدرة على مباغتة العدو، وبه يتمتع بالقدرة على الحرب والنجاة عندما يحيط به الخطر الداهم ، وبه يصيد الحيوان، ويسابق أقرانه، ويتزين فى المجالس، ويحتفظ بمكانته المتميزة فى مجتمعه. هكذا يشعر الفارس بأن الفرس أصبح امتدادًا أساسيًّا لوجوده، وعنوانًا على رجولته، ووسيلة لحماية نفسه وأسرته وقبيلته، وموردًا لرزقه ، فإذا فقده، فقد أعز مقتنياته.
من أجل ذلك، وفى ضوء العلاقة الضرورية القائمة بين الفارس وفرسه، وجدنا حتمًا علينا أن الكتابة عن الفروسية لا تبلغ أغراضها ما لم يكن للفرس مكانه ودوره منها، بحيث يستطيع القارئ أن يُكوِّن رؤية متكاملة لمفهوم الفروسية التى تعنى الفارس وفرسه، وتستوعب صفاتهما وفضائلهما وتاريخهما كما لو أنهما كائن واحد.
وقد أخرجنا هذا الكتاب فى بابين كبيرين، ثم فصلنا القول فى كل باب على حدة، ورأينا أن يكون الباب الأول بعنوان “الفروسية”؛ على اعتبار أن الفروسية مجموعة من الخلال والصفات الخلقية والنفسية التى يستقل بها الفارس. كما رأينا أن يكون الباب الثانى بعنوان “الخيل”؛ على اعتبار أن الحصان هو الحيوان الذى أصبحت به فروسية الفارس حقيقة تاريخية واقعة.
وتحدث لاوند فى هذا الكتاب عن أكثر من موضوع، وقام بتقسيمها كالتالى:
*الحصان
*الحصان أعظم أنواع الحيوان
*أصل الحصان
*مواطن الخيل العربية
*الفروسية مدرسة
*الأسلحة والفرس والفارس
*تاریخ الخيل فيما قبل التاريخ عند المسلمين
*الحصان فى الأدب الجاهلي
*الحصان فى الأدب الإسلامي
*الحصان فى آداب الجاهلية والإسلام
*الفروسية كظاهرة قومية عامة
*كيف ومتى ولماذا كان للفروسية العربية تنظيم خاص؟
*الفروسية العربية بعد الإسلام
*الفروسية والرجال
*الفروسية والرجل العربي
*المرأة والفروسية العربية
*المرأة والفروسية الغربية
*الفروسية وعقود الزواج
*الفروسية كنظام