توقف الأمير محمد على توفيق فى مؤلفاته عن الخيل عند تفوق الجواد الطارق (الطلوقة)، وهي واحدة من الضرورات المهمة فى مجال تربية الخيل، بقوله: يجب أن يكون الجواد الطارق متفوقًا تفوقًا عظيمًا على الدوام؛ لأن تفوقه يعد من العوامل المهمة التى لا بد له منها كجواد حائز للشهرة نسلاً، ويضاف إلى ذلك حسن الهيئة وجمال المنظر اللذين يجب أن يكونا فى المرتبة الأولى.
وكثيرًا ما سمعنا أناسًا يتساءلون عن شهادة النسل، ولكن إذا لم تعزز هذه الشهادة بدلائل فعلية فى جودة النسل، فإنها تكون قصاصة ورق لا قيمة لها، وإذا ما وجدت فى أصول الجواد الطارق خيل من الدرجة الثانية كان ذلك داعيًا لأن يكون نتاج هذا الجواد من الدرجة الثانية كذلك، ولو أنه من الدرجة الأولى أصلاً فى الواقع.
ولا تكون الشهادة إلا سجلاًّ للجواد، وليس فيها الدليل القاطع على جودة أصله إلا إذا كانت سلالته من الدرجة الأولى.
ونذكر مثلاً لذلك، وهو أنه يوجد جواد طارق بالجمعية الزراعية الملكية يسمى ابن ربدان لونه أشقر قاتم قد تفوق فى اللون، فجاء نتاجه كله من اللون الأشقر مثله على خلاف لون الأمهات، وتفوقه هذا يبقى ملازمًا له إلى أن يلتقى مع فرس تمتاز عنه فى هذه الصفة الغالبة، فيكون نتاجه على صفة أمه.
وفى بعض الأحيان يبيع المربى جواده الطارق لعيب فيه أخذه عن أحد أصوله ولكنه يكون فى هذه الحالة مخطئًا لأنه متى كان معظم أصول هذا الجواد فى الدرجة الأولى فإنه يأتى بنتاج جيد حتى إذا كان قبيح المنظر، ومثل هذا لا يحصل من مربًّ خبير لعلمه بأن معظم أصول هذا الجواد فى الرتبة الأولى كذلك.
ويعير العرب انتقاء أناث الخيل أهمية كبرى أكثر منها فى انتقاء الذكور، ومن العسير إدراك غرضهم من ذلك إلا أننى أظن أنه نظرا لحرية الخيل فى الصحراء الواسعة الفضاء يمكننى أن أقول إن كل مهر يسهل عليه معرفة أمه، ويتعذر عليه معرفة أبيه، ولهذا السبب يعزى تعليلهم نسب النسل إلى الأم.