عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال: «يا رسول الله، دُلَّني على عمل يَعدِل الجهاد: قال: لا أجدُه، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تَدْخُلَ مسجدك، فتقومُ ولا تفتُر، وتصومُ ولا تُفْطِر؟ فقال: ومَنْ يستطيع ذلك؟ فقال أبو هريرة: فإنَّ فرس المجاهدِ ليَسْتَنُّ يَمْرَح في طِوَلهِ، فيُكتَبُ له حسنات». رواه البخاري ومسلم ومالك في “الموطأ” والنسائي.
قال ابن التين: يستَنُّ الفرس: يمرح إذا عدا، وقال ابن بطال: يأخذ في السنن على وجه واحد ماضيًا. وهو على وزن “يفتعل” من “السنن”، يقال : فلان سنَّن الريح والسيل إذا كان على جهتهما (وممرها)، وأهل الحجاز يقولون: سنن بضم السين.
وقال ابن حجر العسقلاني: يستَنُّ الفرسُ: يمرح بنشاط، وقال الجوهري: هو أن يرفع يديه ويطرحهما معًا، وقال غيره أن يلج في عدوه مُقبِلاً أو مُدبِرًا. وفي المثل “استنت الفصال حتى القرعى”، يضرب لمن يتشبه بمن هو فوقه.
وطِوَله: هو الحبل الذي تشد به الدابة، ويمسك صاحبها بطرفه ويرسلها لكي ترعى.