عن عمر بن الخطاب، قال: حملتُ على فرس عتيق في سبيل الله، فأضاعه صاحبه، فظننت أنه بائعه برخص، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه». رواه مسلم والبخاري و ابن عبد البر في “التمهيد”. الفرس العتيق: النفيس. وفي هذا الحديث أعان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلاً على الجهاد في سبيل الله، بأن أعطاه فرسا ليغزو عليه، فقصَّر الرجل في الإنفاق عليه، وأتعبَه حتى ضعف الفرس، وهو ما دعا ابن الخطاب إلى أن يشتريه منه، ولكنه تردد؛ لأنه يعلم أنه سيكون…
الكاتب: سعيد شرباش
عن أبي كبشة الأنماري – رضي الله عنه – قال: قال – صلى الله عليه وسلم – : «من أطرق فرسه مسلما كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليه في سبيل الله فإن لم تعقب كان له كأجر فرس يحمل عليها في سبيل الله». أخرجه ابن حبان وأحمد، وصححه الألباني في “الإرواء”. والطرق هو ما يُعرَف بالتشبية. يقال أطرقَ فلانٌ فحلاً: أي أعاره إيَّاه لِيُلْقِح فرسًا. وعن ابن عمر قال: ما تعاطى الناس بينهم قط، أفضل من الطرق، يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره، ويطرق الرجل فحله فيجري له أجره. والطرق أو التشبية لم يكن عند بدو الجزيرة العربية لكل…
روى أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات بدعوتين: اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله – أو من أَحبِّ أَهله وماله – إليه» أخرجه الإمام النسائي في “الصحيح”، وأحمد بن حنبل في “المسند” باختلاف يسير، والدارقطني في “العلل”، والألباني في “صحيح الترغيب”. وروي أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فسأله ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته!…
روى سهل ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَالْبَاسِطِ يَدَيْهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا”. رواه أحمد، والألباني في صحيح الجامع. وعن قيسٍ التَّغلبيِّ – وكان جليسًا لأبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه بدِمَشْقَ- أنَّه كان رجُلٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقالُ له: ابنُ الحَنظليَّةِ الأنصاريُّ، وكان رَضِيَ اللهُ عنه رجُلًا متوحِّدًا قلَّما يُجالِسُ الناسَ، إنَّما هو في الصَّلاةِ، فإذا انصرَفَ فإنَّما هو تسبيحٌ وتهليلٌ وتكبيرٌ حتَّى يأتيَ أهلَهُ، قال: فمرَّ بنا يومًا ونحنُ جُلوسٌ عِندَ أبي الدَّرداءِ، فسلَّمَ، فقال له أبو الدَّرداءِ: كلمةٌ ينفَعُ اللهُ بها ولا تضُرُّكَ،…
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لا عَدوى، ولا طِيَرَة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرسِ، والمرأةِ، والدَّارِ». وفي رواية: «ذكروا الشؤم عند النبيِّ – صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن كان الشؤم: ففي الدَّارِ، والمرأة، والفرس». أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم «في المرأة والفرس والمسْكَن». وقال ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”: “قال القرطبي ولا يظن به أنه يحمله على ما كانت الجاهلية تعتقده بناء على أن ذلك يضر وينفع بذاته؛ فإن ذلك خطأ، وإنما عنى أن هذه الأشياء هي أكثر ما يتطير به الناس،…
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إذا أردت أن تغزو؛ اشتر فرسًا أدهم، أغر، محجلاً، مطلق اليمنى؛ فإنك تغنم وتسلم”. أخرجه الحاكم، والطبراني في “المعجم الكبير”. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وأقره المنذري في “الترغيب”، وأخرجه الألباني في “صحيح الترغيب” و”السلسلة الصحيحة”، والسيوطي في “الجامع الصغير”، وقال: حديث صحيح. وفي هذا الحديث حضٌّ على اقتناء الخيل الأدهم الأغَرِّ المحجل مطلق اليمنى. والأدهم هو ما اشتدَّ سوادُه، وهو فرس عنترة بن شداد، ذكره ابن الكلبي في “أنساب الخيل”، و”ابن الأعرابي”، و”المخصص”. وقال عنترة عنه: يدعون عنتر والرماح…
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «لا سَبَقَ إلا في خُفّ أو حافر أو نَصْل». رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد، وإسناده صحيح. ويستدل من قوله “أو حافر” على إباحة سباق الخيل، وأن تكون جائزة سباق الخيل من المتسابقين أو من غيرهم؛ وذلك لأهمية الفروسية، وللحث على تعلمها.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة». رواه البخاري في صحيحه، وابن حبان في صحيحه، والألباني في “صحيح النسائي” و”صحيح الجامع”. وفي رواية لشعيب الأرناؤوط في “تخريج صحيح ابن حبان”: «مَن احتبَس فرسًا في سبيلِ اللهِ إيمانًا باللهِ وتصديقًا لموعودِه كان شِبَعُه ورِيُّه ورَوْثُه حسناتٍ في ميزانِه يومَ القيامةِ». ويوضح الحديث عظم أجر مَن يحتبس فرسًا للجهاد في سبيل الله، فكل طعام يطعمه له، وكل ماء يسقيه، وحتى روثه وبوله، في ميزان…
عن جَرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: “ما حَجَبَنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُنْذُ أسْلَمْتُ، ولَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وجْهِي. ولقَدْ شَكَوْتُ إلَيْهِ إنِّي لا أثْبُتُ علَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ بيَدِهِ في صَدْرِي، وقالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا”. رواه البخاري ومسلم، والألباني في “صحيح ابن ماجة”. وهذا الحديث يذكر مكانة لجرير بن عبد الله – رَضِيَ اللهُ عنه – عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث لم يَحجُبْه منذ أسلم من دخول داره، فكان يأذن كلما استأذن، ولا يعني هذا أنه كان يدخل بدون استئذان، ولا أنه يرى زوجات الرسول -…
روى البخاري في صحيحه حديث صيد أبي قتادة – رضي الله عنه – للحمار الوحشي، أنه ركب فرسًا له يقال له الجرادة. ورورى عن سهل – رضي الله عنه – قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له اللحيف». وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لنا يقال له مندوب، فقال: «ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا». وقال ابن قيم الجوزية في “زاد المعاد” عن تسمية خيل الرسول – صلى الله عليه وسلم – : فمن الخيل: السكب. قيل: وهو أول…