الكاتب: سعيد شرباش

يقول الكاتب الصحفي  سعيد شرباش، مؤلف كتاب شخصيات صنعت تاريخ الحصان المصري في تمهيدي للكتاب: دوّنَ الكثير من المؤرخين الأجانب والمستشرقين الكثير عن تاريخ الحصان فى مصر، واطَّلعوا على أمهات الكتب؛ بحثًا عن تاريخ الخيل فى مصر، مثل: السلوك فى دول الملوك للمقريزي، وصبح الأعشى فى صناعة الإنشا للقلقشندى ، إلا أنه لم يصدر فى المكتبة المصرية بشكل خاص، والمكتبة العربية بشكل عام، كتاب يدوِّن هذا التاريخ؛ ليكون مرجعًا للأجيال القادمة. وحرصًا منا على أن يكون تاريخ الحصان فى مصر مكتوبًا بكل حياد من واقع الوثائق والمستندات التى حصلنا عليها؛ بحثنا فى الكتب والمراجع التى صدرت فى عدة دول، وتناولنا ما…

Read More

يدرك الباحثون والعلماء والمهتمون بمجال تربية الخيل العربية الأصيلة ورعايتها أن عباس باشا الأول يحتل مكانة فريدة فى هذا الميدان؛ لما قدمه من جهود كبيرة غير مسبوقة فى تأسيسِ “مملكة الخيل المصرية”. وُلِدَ عباس باشا الأول فى مدينة “جدة” إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وذلك عام 1228 هـجرية، الموافق 1813 ميلادية. أبوه أحمد طوسون باشا، ابن محمد على باشا، وأمُّه “بَامْبا قادين”، ويعنى اسمُها “الوردى”. تولى عباس باشا مجموعة من المناصب المهمة فى مصر والسودان قبل أن يصبح الحاكم الثالث لمصر.  اهتم بإنشاء مدينة جديدة فى صحراء الريدانية أطلق عليها العباسية، يسكنها الكبراء والأثرياء، وأنشأ بها القصور السبعة،…

Read More

ركوب الخيل أو الفروسية من الرياضات التى يُنظَر إليها فى الشرق بعين الإجلال والاحترام. والشرقيون يعتبرونها من أشرف ضروب الرياضة وأسماها قدرًا، فلا يكادون يتجاوزون طور الطفولة حتى يتفرغوا للتدرُّب عليها، ولا سيما إذا كانوا من البيوتات الكريمة أو الأسر المعروفة بسعة العيش وكثرة المال. ولتدريبهم على الفروسية وبراعتهم فيها تراهم يركبون أشد الخيل جموحًا وأكثرها شيوعًا بهيئة تدل على الوقار وحسن السمات وجلال الهيبة، ويقومون وهم رُكوب عليها بصنوف كثيرة من الحركات التى من شأنها توثيق قوتهم وفتح أبواب الخيل أمامهم وتنمية البداهة فيهم؛ حتى يصير حضور الذهن من أخص صفاتهم. ولقد كان المماليك فى الزمن السابق متفوقين فى…

Read More
البرنس يوسف كمال

بعد وفاة الأمير أحمد كمال عام 1907، قابلت الليدي آن بلانت ابنه البرنس يوسف كمال، وعرضت عليه شراء الخيل، فقال لها إنه لا يريد بيع أى خيل من خيوله قبل نهاية شهر ديسمبر. وإذا قرر خلاف ذلك، فسوف يرسل إليها. وفى سبتمبر 1907 حصل الأمير محمد على توفيق على 6 خيول من البرنس يوسف، فذهبت الليدى بلانت إلى إسطبلات المطرية، ولكنها لم تجد الأمير يوسف، فتركت له رسالة بأسماء الخيول التى ترغب فى شرائها. وفى يناير 1908 أقام الأمير يوسف كمال مزادًا فى إسطبلات المطرية، حضرته الليدى آن بلانت، حيث جاءت إلى المزاد وهى راكبة على حصان، وحرَصت أن تكون…

Read More

حظِيَت الإسطبلات في عصر المماليك بمكانة رفيعة، حيث كان السلاطين المماليك ينزلون بالمقعد الملحق بالإسطبل السلطاني للنظر فى أمور القطاعات وشؤون الأمراء والمماليك، علاوة على تعاطى الأحكام بين الناس، فكان الناصر محمد يجلس فى مقعد الإسطبل السلطانى يومى الأحد والأربعاء؛ للنظر فى المظالم، وسار على نهجه ابنه الملك الناصر فرج بن برقوق، ثم المؤيد شيخ، وكان يجلس كل يوم جمعة، وكذلك السلطان برسباي، الذى خصص الثلاثاء والسبت، ومثلهم فعل الغوري. وكما كان الإسطبل مكانًا للنظر فى المظالم، كان لتوقيع العقوبات على من يغضب عليهم السلطان، ففيه سُجِن بعض الأمراء، كما تم جلد الكثير من الأمراء الخارجين على القانون. وكان الإسطبل…

Read More

رغم حب الليدي آن بلانت الشديد للمجيء إلى مصر، وعشقها للخيل العربي الأصيل، إلا أن هذا العشق تسبب في كراهيتها الشديدة للأمير أحمد كمال وعلي باشا شريف. وتعرضت الليدي نتورث ابنة بلانت لهذا الأمر في مذكراتها، حيث تقول في كتابها “تاريخ الحصان” إنه تم إرسال  “زيد”، وهو بدوي من قبيلة مطير، من قبل والدتها السيدة آن بلانت إلى علي باشا شريف لشراء فرس، لكن الباشا خَمَّن مَنْ الذي أرسله، وكانت رواية “زيد” عن المقابلة أن الباشا قال: “يا زيد، إن حافرًا واحدًا من فرس “بنت نورا” يساوي 500 جنيه إسترليني”. كانت طريقة كلام الباشا “حلوة” (حلوة كالعسل)، لكنه جرح مشاعري…

Read More

هناك علامات ومواصفات معينة، نستطيع من خلالها أن نحكم على الفرس الجيد، كما أن هناك علامات للفرس العتيق الصبور الذريع، والفرس السابق وغيرها. من أهم علامات “الفرس الجيد” رقة البوز، وسعة المنخرين، وطول الأذنين، وبروز العينين، وقلة لحم الخدين، وبروز اللوزتين وقصر المرفقين. وتشرح مخطوطة البجيرمى فى بيان علامات الفرس الجيد أن يكون أمسح الركب، أفرق العصب، واسع الخبب، أسود المحاجر والجحافل والحوافر، رقيق الزور، طويل الذيل والرقبة، قصير الظهر، مدور الكفل. علامات العتيق الصبور الذريع أما “العتيق الصبور الذريع” المسمى “الكحيل” فعلامته شدة نَفَسِه، واتساع جوفه ومنخريه، وطول عنقه، وعظم فخذيه، وشدة حقويه، وتمخض فصوصه. وتوضح المخطوطة أنه متى…

Read More

أمام اهتمام محمد علي باشا بالخيل، وإنفاقه بسخاء عليها، وإنتاج خيول مصرية توفقت على الخيول العربية الأصيلة، اهتم رجال الدولة باقتناء الخيل، ونذكر منهم: حكمت باشا اشترى حكمت باشا وزير الحربية الخيول النجدية العتيقة، وكان لديه إسطبل بلغ عدد خيوله نحو 400 جواد. خورشيد باشا اهتم خورشيد باشا بتربية الخيول، وأنشأ إسطبلاً لتربية الخيول والعناية بها بمنطقة إمبابة، وعندما توفى عام 1832م، وُجِدَ بإسطبله أكثر من 200 جواد. وتؤكد مخطوطة عباس باشا الثانية أن خيول خورشيد باشا كلها من نجد، وكانت تتميز بالجمال، كما كان يوجد أكثر من 150 فرسًا من الجياد التى تم تجميعها من سوريا والحجاز واليمن والعراق…

Read More

ذكر الأمير محمد على توفيق منطقة شبرا فى الباب الثانى من كتابه “تربية الخيول العربية”، عند الإشارة إلى ألعاب الفروسية فى القطر المصرى (لعبة الجريد)، وكان يقوم بها القوَّاسة الأكراد الذين كان يستعملهم الأمراء والأميرات حراسًا على الحريم. وكان هؤلاء الفرسان المهرة يصحبون عربات الأميرات فى الأعياد الرسمية وفى الحفلات، وكانوا يجتمعون فى الفضاء غير المزروع بشبرا، الذى كان فى هذا الوقت منتره مصر، ويُجْرون ألعابهم هناك بعد الظهر، ولكن بعد الاحتلال بطل الرقُّ، واختفى تدريجيًّا بيت الحريم، ولم تعد هناك ضرورة لاستعمال هذا الحرس؛ ومن ثم اختفت معهم هذه اللعبة. كما تحدث فى كتابه “نبذة عن الخيل الأصائل” عن…

Read More
دولة المماليك

حكمت دولة المماليك مصر ما يقرب من 267 عامًا، من عام 1250 إلى عام 1517 م، ومع ذلك لم تنتهِ قوتهم فى مصر بنهاية دولتهم، بعد أن هزم السلطان العثمانى سليم الأول قائد دولة المماليك طومان باى فى معركة الريدانية، ولكن جاءت نهاية المماليك على يد محمد على فى عام 1811 في مذبحة القلعة. اهتمت دولة المماليك بالخيول والفرسان؛ نظرًا للأخطار والحروب التى كانت تواجهها، فقد بدأ عهدهم بالحرب ضد التتار واقتلاع جذورهم فى المنطقة العربية بقيادة سيف الدين قطز فى معركة عين جالوت بفلسطين. اعتمد نظام المماليك على ركيزة أساسية، هى الفرس والفارس، وكان ذلك يتطلب الاهتمام بالخيول العربية…

Read More