كتب: سعيد شرباش
تَميَّزَت إسطبلات إنشاص الملكية بمحافظة الشرقية، بأنها ضمت العديد من السلالات النادرة والعربية الأصيلة للخيول، فقد كانت الخيول العربية المصرية البحتة وقتها تُمثِّل 4% من إجمالي الخيول العربية في العالم، والأفراس المؤسسة لخطوط النسب محدودة العدد؛ حيث وُلِدَت معظم الأفراس المؤسسة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وتنقسم تلك الأفراس إلى فئتين كبيرتين: الأولى من إنتاج إسطبلات العائلة الحاكمة والطبقة الأرستقراطية في مصر، والثانية صحراوية المنشأ، وأُهدِيَت لمصر.
وتميَّزَت الإسطبلات بجمعها مزيجًا بين هاتين الفئتين؛ مما كان له أبلغ الأثر في حماية أنساب الخيول العربية الأصيلة.
وإليكم بيان ببعض الخيول المُهداة إلى إسطبلات إنشاص:
الفرس مبروكة: فرس “كميت”، وُلِدَت عام 1930م، أهداها الملك عبد العزيز آل سعود لإسطبل إنشاص.
الكحيلة: وهي فرس “كميت”، وُلِدَت عام 1921م، أهداها الملك عبد العزيز آل سعود لإسطبل إنشاص عام 1937م.
الفرس أم دلال الشقراء، وُلِدَت عام 1899، وهي حفيدة الفرس الصقلاوية الشهيرة رجى البيضة.
كان للفرس أم دلال دور بارز في إسطبل إنشاص والجمعية الملكية الزراعية والهيئة الزراعية المصرية، حيث قامت بتحسين السلالات والنسب.
وقد أهديت بعض الأفراس والخيول العربية الأصيلة، مثل “العبية بنت جريس” لإسطبل إنشاص في الثلاثينيات من القرن العشرين، وكانت هذه هي أندر الخيول العربية؛ لأنها كانت آخر نوع من نسلها.
وهناك عده خيول ينحدر نسبها من الفرس أم دلال، ومنها كنز نور وبنت ابتسام ومهيبة ومرافق وتى وكريمة وبنت منيه النفوس ولبنى ومنيرة ومايسون ومراد.
كما أنتجت إسطبلات إنشاص أفضل السلالات العربية، حتى أصبحت فيما بعدُ أصل الخيول العربية المصرية الأصيلة؛ لذا اكتسبت تلك الإسطبلات أهمية كبرى عند العائلة الملكية، وكانت مزارًا هامًّا للأعيان وكبار رجال الدولة والسفراء ووفود الدول الأجنبية. وساهمت إسطبلات إنشاص في الحفاظ على تلك الخيول وأنسابها، وهو إنجاز تاريخي يُحسَب لها، ليست لمصر فقط، وإنما للوطن العربى بأكمله.