أوجه التشابه بين المرأة والخيل
لا يستطيع امرؤ أن يحتفل بالربيع دون أن يتغنى بالأزهار، ولا يستطيع أن يتحدث عن المرأة الحديث اللائق بها دون أن يتناول حديثه عن الحب أن المرأة هى “الرافعة الرشيقة” التى تدعم التقدم، والحب هو نقطة ارتكازها. فالحب يوحى بعواطف البطولة، ويعين على تحقيقها، وهو الحافز إلى المجد، وكلما خلص الحب وحلق فى سماء الُمُثل العليا، تَبدَّلَ إلى عبادة حقيقية، إلى دين قُدسى.
أوجه التشابه بين المرأة والخيل
وفى عصر الفروسية يتميز الحب تميزًا عميقًا وجوهريًّا عما كان عليه فى ظل الرومان واليونان، وذلك أنه بعد أن كان ساذجًا فطريًّا، أصبح مهذبًا خاليًا من شوائب الحس. ولقد أصبحت حسنات الحب فى القرون الوسطى موضع إيمان لا جدل فيه، وقام الحب فى الواقع مقام منظمة اجتماعية شبه دينية، فكانت له رموزه وقوانينه ومحاكمه وكهنته، ولقد كانت السيدة ترسل لفارسها الأثير أردانًا طويلة عريضة يستخدمها راية له فى المباريات.
كما توجد تشابهات كثيرة بين المرأة والحصان، أهمها البركة، وورد التشابه في أحاديث نبوية، منها:
“البركة في ثلاث: الفرس والمرأة والدار“.
وفي حديث شريف آخر :
“كل شىء ليس من ذكر الله فهو لهو إلا مداعبة الرجل زوجته، وتأديبه فرسه“.
كما يوجد تشابه بينهما فى صفة الجمال والحسن والبهاء وجمال الوجه واتساع العين، ويوجد صفة أخرى مشتركة بينهما، وهى التمسك بفارسها؛ فالمرأة لا تنحاز إلا لحبيبها وفارسها، وكثير من الخيول الإناث لا تُمكِّن من متنها وركوبها إلا صاحبها، وتنتفض متمرّدة على غيره. وكم من فرسٍ أطاحت بفارسٍ غريبٍ! كما يوجد وجه تشابه آخر بينهما، وهو الحنان والرقة. فلا ننسى وداعة الخيل ورِقَّتها، فلديها من العاطفة ما يفيض عَبرة في عينيها، ورِقَّةً في شعورها، وقد قالوا فيهما معاً : “خير المتاع: المرأة المطيعة،والدار الوسيعة، والفرس الوديعة”.
فإذا وجدنا أن امرأة تركب فرسًا، فذلك أجمل مشهد في العالم عندما يكون الجمال مركبًا، فتعلو الفتنة فوق الفتنة!