كتب: سعيد شرباش
في الجزء الثاني من ندوة نفسية الخيول العربية الأصيلة، الافتراضية على جروب عشاق الخيل أوضح الأستاذ عبد الله العصفور، المتخصص فى علم لغة الخيل وفهم نفسيات الخيل وشخصياتها وطرق تفكير الخيل العربية، أن الخيول العربية الأصيلة غالبًا ما تدخل مرحلة المراهقة في عمر سنتين، وتريد في مرحلة المراهقة أن تفرض هيمنتها؛ وبالتالي يحدث تغير نفسي وسلوكي لديها.
وأشار إلى أنه هذا يتطلب إلمام مالك الخيول العربية الأصيلة بهذه التغيرات؛ ليكون مستعدًّا للتعامل معها، فمن الممكن أن يتعرض الحصان لمرض الاكتئاب بسبب سوء الفهم والتعامل. وتتمثل أعراض المرض في شحوب الحصان وقلة الطاقة والحركة؛ لذا علينا أن ندرك أسباب المشكلات قبل حلها، فمثلاً العادات السيئة التي يكتسبها الحصان، مثل شفط الهواء لها سببان: السبب الأول الشعور بالملل؛ وذلك بسبب عدم اللعب وقلة الخروج من البوكس والتريض. أما السبب الثاني فهو الشعور باكتئاب شديد.
وتَطرَّق العصفور إلى طرق التدريب باستخدام التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي، قائلاً: أول من روض الخيل هو سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأول من أبدع فى هذا المجال هم العرب، وأخذ الغرب هذه الأساليب من العرب بالأندلس؛ لذلك نجد معظم الأساليب الصحيحة فى التدريب بإسبانيا؛ لأنها من أصول عربية.
الترويض بالضرب يفقد تواصلك مع الحصان
أوضح عبد الله العصفور، المتخصص فى علم لغة الخيل وفهم نفسيات الخيل وشخصياتها، أن التعزيز (الترويض) يأتي عن طريق أمرين: الألم أو التحفيز. فالبشر يستخدمون الأدوات للتواصل مع الحصان، ومنها مثلاً السوط أو العصا، فإذا لم يتحرك الحصان، يقوم الإنسان بضربه، وهذا خطأ؛ لأنه يسمع أوامرك خوفًا من الضرب أو الألم، ولكنك فى نفس الوقت تفقد التواصل النفسي مع الحصان، مشددًا على أن التعزيز عن طريق التحفيز هو أنسب تدريب، فمثلاً إذا قام الجواد بتنفيذ تعليماتك، قم بإهدائه قطعة سكر، وهكذا.
وكشف العصفور أن التربية السلوكية تبدأ منذ لحظات الولادة الأولى في الخيول العربية الأصيلة، فتواجدك بجانب الأم بعد الولادة يعطي الفلو انطباع أنك ضمن هذا القطيع، وبهذأ تبدأ عملية التغير في السلوك، يليها عملية التدريب بعد الفطام؛ لأن الأم تربي رضيعها خلال أول ثلاث أشهر؛ لذلك يجب عليك أن تربي الأم تربية سليمة منذ البداية.
وعن عملية تحفيز وإثارة الخيل فى المسابقات باستخدام الأكياس البلاستيك، أكد العصفور أنها غير مستحبة، موضحًا عدم ضرورة استخدام طرق التحفيز عن طريق الخوف أو المجهول، والأهم إكساب الحصان المهارات المطلوبة للتعامل مع ظهور الأصوات، وما يُتطلَّب منه تنفيذه في هذا الوقت، وما هي الأصوات المطلوب خروجها من الحصان، وكيف ترتفع تدريجيًّا، فالحصان يتواصل معنا عن طريق ثلاث طرق وهي:
- الصوت.
- الإشارة.
- اللمس.
والعرب أفضل مَن أبدعوا فى فهم الخيول العربية الأصيلة.
وقدَّم العصفور بعض النصائح والإرشادات لملاك الخيول العربية الأصيلة، قائلاً: الخيل مثل البشر، فالله من جمال خلقه أن جعل للأمم والحيوانات طرق تفكير وشخصية ولغة. وفى مجال تدريب الخيل تجنَّبْ تدريب القطيع كله بنفس الطريقة؛ لأن هناك خيولاً هادئة بطبعها تنفذ التعليمات بكل هدوء، وأخرى عنيفة وعنيدة؛ وبالتالي فإنَّ فَهْمَ الملاك للغة الخيل ينعكس على التربية السلوكية الصحيحة، ويؤدي إلى التالي:
- تقريب الفجوة بين المربي والحصان.
- المساهمة بالوقاية بالمربط.
- عدم ظهور أي مشاكل سلوكية وعدائية.
- عدم ظهور مشاكل نفسية.
- إنتاج أجيال مميزة.
وسأل السيد براهيم العقاب عن علاج العض لدى الحصان، وأسباب عض اللسان وإخراجه؟
وأجاب العصفور بأن العض بشكل عام أمر خطير، يختلف في الدرجات من حصان لآخر، موضحًا أن العرب صنفوا العض إلى 3 أنواع، وهي:
- عض النَّيْل: وهو للبحث عن الطعام، وهذه قلة أدب بأخلاق الجواد.
- عض فرض الهيمنة: وهو لمحاولة الهيمنة والسيطرة على مالكه.
- العض العدائي: لكى يدافع عن نفسه، ويحدث للخيول التى مرت بحالات وتجارب سلبية وعنيفة.
وأضاف العصفور أن السلوكيات السلبية بشكل عام يتم علاجها مثل العض لو بدأ في مرحلة متقدمة، مثل الأمهار عمر سنتين، مشيرا إلى أن الخيول العربية الأصيلة تتعامل عن طريق الذاكرة، وذاكرة الخيل عقلية، وهى عبارة عن صور، فالصورة لو مرت عليه من قبل يتعارف عليها، وخصوصًا لو كانت سيئة وسلبية.
وسأل الأستاذ سعيد سامي، رئيس تحرير مجلة صباح الخيل الإمارتية، عن أساليب معاتبة الخيل طبقًا لحديث رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأنها تستوعب المعاتبة؟
ورد العصفور بأنه قبل المعاتبة يجب أن يكون هناك لغة بين الحصان وصاحبه، فالحصان عندما يقوم بخطأ، ويتم معاتبته، يعلم أنه أخطأ، ضاربًا مثالاً بواقعة حدثت لديه بالإسطبل عام 2003 للحصان منصور من الخط المصرى، قال: في أحد الأيام كنت ذاهبًا إلى الإسطبل، وقال لى أحد السياس إن هذا الحصان قام بأخطاء ومتاعب بالإسطبل، فقمت بالتحدث بصوت مرتفع، وقلت إنه أخطأ، ولكن كل هذا دون أن يراني، وبعدما انتهيت من عتابه ولومه، ذهبت إليه ووجدته نائمًا فى البوكس الخاص به، ويلوم نفسه؛ لأنى قمت بتعليمه منذ البداية عندما يقوم بعمل جيد أحفزه، وأخبره بأنه جيد، وأصفق له، ولكن عندما يخطئ أقوم بلومه وعتابه.
نفسية الخيول العربية الأصيلة.. ندوة افتراضية على جروب عشاق الخيل (1)